العميد الطبيب يوسف زريقات

---

استشاري جراحة القلب للأطفال، مدير عام الخدمات الطبية الملكية الخدمات الطبية الملكية، أنموذجٌ وشاهدٌ مُتنامي للنهضة الطبية في القطاع الصحي المحلي، والعربي، تجاوزت في عطائها حدود الوطن والمنطقة، شعارها التميز والجاهزية في تقديم خدمات طبية نوعية متكاملة آمنة، تواكب التقدم الطبي العالمي، من خلال استمرارية التعليم والتدريب لجميع كوادرها الطبية والفنية والإدارية، لتمكينهم من القيادة، وتحمل المسؤولية، بإنسانية ومهنية والتزام مطلق، لتتواصل مسيرة الريادة، جيلا بعد جيل. إنه الانسان الطبيب الجرّاح، الذي يدرك معنى الألم والخلل لدى مرضاه، ويعرف أنه بخبرته وبما من الله عليه من مهارة، وحنكة، يستطيع أن يُصلح هذا الخلل والتشوه، ليجعل هذا القلب ينبض من جديد، وبكامل طاقته ليعطي الحياة والصحة، لجميع أعضاء الجسم القوية. رؤيته وادراكه بشمولية الرعاية، والمتابعة الحثيثة لمرضاه، جعلته قيادي ً ا فذا، يدرك مواطن الضعف فيقويها، ويدرك مواطن القوة، فيوظفها لمصلحة المريض وهذا الصرح الرفيع، الذي تعلم وتدرب فيه، واكتسب خبراته الفنية والإدارية بالطابع العسكري الجاد والملتزم المسؤول. فالخدمات الطبية الملكية، هذا الصرح الطبي العسكري، لبنة هاشمية، تاريخية، ازدهرت برؤية الهاشميين، وبقيادة القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية - الجيش العربي، وكوادره الطبية المهنية المخلصة. هو العميد الطبيب يوسف زريقات استشاري جراحة القلب للأطفال، مدير عام الخدمات الطبية الملكية، ولمعرفة المزيد عن قصة نجاح الخدمات الطبية الملكية، وخططها المستقبلية، كان اللقاء التالي: حاورته حنان الفقهاء بداية، حدثنا عن خبراتكم، وكيف وصلتم إلى قيادة أهم صرح طبي في الأردن، خاصة وانت لم تنقطع عن جراحة القلب التي لكم فيها بصمة مميزة؟ الخدمات الطبية الملكية غرسة هاشمية تمتد جذورها إلى 82 عاما، تطورت وازدهرت، وما زالت برؤيا هاشمية، سامية، وتحت إشراف القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية - الجيش العربي لمواكبة كل ما هو جديد عالميا. تضم كوادر طبية، من نشامى ونشميات القوات المسلحة الأردنية، من جميع الرتب والصنوف (أطباء، صيدلة، تمريض، ومهن طبية مساندة وإدارة) والذين يتم تدريبهم وتأهيلهم لأعلى المستويات . عندما التحقت بالخدمة، بدأت التدريب العسكري، بجميع مجالاته، ثم التحقت بالبرامج الطبية، ببعدها الفني من تأهيل وتدريب، ومحاضرات ومؤتمرات وورشات عالمية، وبعثات خارجية وداخلية قصيرة وطويلة، حصلت على اعتراف المجلس الطبي الأردني، واجتزت الامتحانات المطلوبة، وتدرجت بالمناصب، ببعدها الفني والعسكري إلى أن وصلت إلى أعلى الرتب. كما تلاحظون إن التوافق ما بين الجزء الفني الطبي والإداري، يكون منذ البدايات، فيكون الطبيب مؤهلا ً طبيا ً وفنيا ً وإداريا وحاضرا للقيادة، وفق ما يقتضيه منصبه، وخبرته، وضمن التسلسل الوظيفي في هذا الصرح الطبي العظيم. أي طبيب أو جراح لا يمارس مهنته، مع الوقت تضعف مهارته، ويفقدها، خاصة من يتطلب اختصاصه التدخلات مثل الأشعة التداخلية، أو إذا طبيب جلدية ضمن عمله أخذ خزعة، أو طبيب جراح يقوم بإجراء العمليات الجراحية، أو طبيب باطني، يحتاج إلى القيام بإجراء تداخلي بالأشعة بتقنيات معينة، لذا أي مداخلة تتطلب استخدام اليد، بحاجة إلى المواكبة والممارسة باستمرار، وإلا فقد يفقد هذه الميزة، فالأمور الإدارية مرحلة، وأنا كمهني ملتزم بتطوير نفسي، وأن أحافظ على خبرتي ومهارتي، لأستمر في مهنتي كطبيب جراح قلب، والتي امتدت على مدار 25 عاما من الخبرة والتخصص في الجراحات المعقدة، كجراحة قلب الأطفال، لما يحتاجونه من دقة ومتابعة مستمرة، حيث يتم متابعتهم منذ دخولهم إلى المستشفى، حتى تعافيهم التام، وخروجهم، وأيضا يتم متابعتهم دوريا، لضمان عدم حدوث أي خلل، أو مضاعفات، عندي مرضى يزورونني منذ طفولتهم لغاية الآن وهم طلبة في الجامعات... أنا أحب مهنتي، وأحببت تخصص الجراحة، خاصة الجراحات التي تفضي الى نتيجة فورية للمريض، مثلا جراحة القلب... يأتي المريض بوضع صحي صعب، وغير قادر على المشي، وعند اجراء الجراحة يتعافى، ويعود إلى حياته الطبيعية. ما يميز قلب الأطفال أن الطفل تكون جميع أعضائه سليمة جديدة باستثناء القلب، يوجد فيه تشوه خلقي، وعند خضوعه للجراحة، يتعافى تماما، بفضل من الله. كيف ساهمت الخدمات الطبية الملكية بتطوير المنظومة الطبية محليا ً وإقليميا؟ إن المنظومة الصحية في الأردن تتكون من وزارة الصحة، والخدمات الطبية الملكية، والقطاع الخاص، والمستشفيات الجامعية، ومركز الحسين للسرطان. ينقسم مستوى الرعاية الصحية في الأردن إلى ثلاثة مستويات: الرعاية الصحية الأولية والوقاية الصحية، وهي من أساسيات مهام وزارة الصحة والتي تقوم بواجبها بشكل تام، من خلال 700مركز موزعين في جميع أنحاء المملكة، بينما الخدمات الطبية الملكية لديها عشرة مراكز صحية، تساند بنسبة معينة الرعاية الصحية الأولية، أما المستوى الثاني من الرعاية الصحية فهو عبارة عن المستشفيات العامة التي تقدم من خلال 32مستشفى تابعة لوزارة الصحة و 17مستشفى تابعة للخدمات الطبية الملكية وحوالي 69 مستشفى من القطاع الخاص، وتقوم كل هذه المستشفيات بواجباتها وبتغطية ممتازة، اما المستوى الثالث والنوعي، وهي الخدمات الطبية الملكية، والتي يميزها الجراحات المتخصصة، والتي غدت مرجعية، ويحول إليها مرضى من مختلف القطاعات الطبية، مثل جراحات القلب، ويضم مركز الملكة علياء لجراحة القلب كل ما يحتاجه مريض القلب، من باطني إلى جراحين قلب بالغين وأطفال، وكهربائية القلب، وتمريض متخصص، وكوادر فنية مدربة، وأجهزة حديثة، وتقنيات عالمية، تمكن الجراحين منً القيام بأهم وأدق العمليات، وتسطر إنجازا تلو الآخر... 7/24 .Center of excellence وهكذا نرى إن ما حققته الخدمات الطبية الملكية من إنجازات عظيمة، عبر مسيرتها الطبية، والمحطات العديدة منذ تأسيسها في العام 1941والتي بدأت بطبيب واحد، حتى وصلت إلى هذا التقدم الكبير في مختلف المجالات الطبية، لم يكن ليحدث لولا فضل الله، وتوجيهات قيادتنا الهاشمية الحكيمة، ودعم القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية -الجيش العربي. وتتميز الخدمات الطبية الملكية على مستوى الوطن بتقديم الخدمات الطبية المتقدمة، أي المتخصصة والتحويلية. ونظرا للاحترافية، والخبرة الرفيعة لمرتبات الخدمات الطبية الملكية وطني ً ا وعالميا جاءت تشارك تحت مظلة الأمم المتحدة في قوات حفظ السلام، وفي المهمات الإنسانية لتقديم الخدمة الطبية والعلاجية للدول المنكوبة من ويلات الحروب والصراعات والكوارث الطبيعية، والتي نالت إشادة وثناء عالميا للخبرة والمهنية في التعامل الإنساني والمهني في جميع الظروف والحالات. كيف تميزت الخدمات الطبية الملكية وما هي آخر الانجازات؟ تميزت الخدمات الطبية الملكية بالعديد من الإنجازات اشتملت على إدخال العديد من التقنيات الطبية الحديثة، وتضم: استئناف برامج زراعة القلب، وتم إجراء عمليتين ناجحتين منذ إعادة العمل بالبرنامج. إدخال تقنية الكي بالتبريد لمرضى الرجفان الأذيني، وإدخال تقنية كي التسارع البطيني، والنبضات الهاجرة. تبديل الركبة الكاملة بواسطة السيراميك، واستخدام تقنية عالمية للمفاصل الصناعية لأول مرة في الأردن. استخدام وحدة لمرضى التصلب اللويحي إجراء عملية تركيب جهاز تحفيز العصب الحائر لمرضى الصرع المعاند. البدء بإعطاء مذيب الخثرات الشريانية الدماغية في قسم الطوارئ. التوسع في إجراء زراعة النخاع لحالات أمراض الدم لتشمل أول مرة حالات فقر الدم المنجلي، وإدخال عملية تفتيت الحصى للأطفال ما هي الاستراتيجية المتبعة للحفاظ على هذه النجاحات والانجازات للخدمات الطبية الملكية؟ الخدمات الطبية الملكية وضعت استراتيجية عشرية للعشر سنوات القادمة، ترتكز على رسالة الخدمات الطبية الملكية في تقديم خدمات طبية متميزة، وآمنة ذات جودة عالية، وبكلفة معقولة، مع الالتزام بالتطوير والتحسين المستمر والاستخدام الأمثل للموارد المتاحة من خلال الكوادر الطبية المؤهلة والتقنيات الحديثة بهدف المساهمة الفاعلة في رفع مستوى الرعاية الصحية في الأردن. ما هي الشهادات والجوائز التي حصلتم عليها؟ وما هي خططكم للحفاظ على الكوادر الطبية والأطباء المتميزين؟ أنعم جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين، على مديرية الخدمات الطبية الملكية بوسام الحسين للعطاء المميز من الدرجة الأولى، تقديرا للدور الكبير لمنتسبي المديرية في تقديم الرعاية الصحية الفضلى، وتفانيهم في أداء الواجب باحترافية ومسؤولية، ولدورهم الإنساني في المستشفيات الميدانية إضافة إلى الحصول على شهادة تقدير من الاتحاد الدولي للمستشفيات لاستجابتها وتميزها في التعامل مع فيروس كورونا المستجد، وذلك بعد تقييم شامل من لجنة المراجعة الدولية التي تتكون من ً 16خبيرا ً عالميا في قطاع الرعاية الصحية. بالإضافة إلى العديد من لشهادات الأيزو والاعتماد، وجائزة الملك عبد الله الثاني للتميز. ما هو دوركم في التعليم والتدريب للأطباء؟ ماذا حققتم؟ تولي الخدمات الطبية اهتماما ً بالغا بتأهيل كافة الكوادر الطبية والإدارية من كافة الصنوف، حيث يتم عمل خطط سنوية للتدريب بناء على الاحتياجات ومتابعة تطبيقها، وأنواع التدريب والتأهيل كثير، مثل: الدراسات العليا ماجستير ودكتوراه. ابتعاث للدورات الخارجية الطويلة والقصيرة خارجية وداخلية المؤتمرات الدولية والعالمية. ورشات العمل التطبيقية. ولاستمرارية تميز وتقدم الكوادر الطبية والفنية والإدارية وحصولهم على أهم الفرص العالمية، فإن لخدمات الطبية الملكية ملتزمة بعقود واتفاقيات دولية وآخرها اتفاقية تم توقيعها مع الخدمات الطبية الهنجارية. كما نجحنا في عقد المؤتمر الدولي العاشر للخدمات الطبية الملكية؟ بمشاركة أكثر من 60دولة، وبحضور الوفود العسكرية والمتحدثين من مختلف دول العالم، لتبادل الخبرات مع الأطباء الخبراء الأردنيين، وقد ضم المؤتمر نحو 450محاضرة ومائة جلسة علمية، وتم عرض ورشات عمل للتدريب بعدد مائتي حالة مستعصية. وذلك للتأكيد على التعليم الطبي المستمر، الذي يميز أطباء الخدمات الطبية الملكية وكوادرها، من تمريض، وفنيين، ومهن مساندة، وبشمولية لجميع التخصصات الطبية للحفاظ على المكانة الريادية للأردن تحت ظل الراية الهاشمية. ما الذي يميز مركز فرح للتأهيل والتجميل؟ وما هي التخصصات الفرعية التي يقدمها؟ مركز التأهيل الملكي هو أحد المراكز المتخصصة في مدينة الحسين الطبية افتتح في العام 1983ويضم: إدارة التأهيل، وجراحة العظام، وجراحة التجميل والترميم، والحروق. إضافة إلى خدمات تقويم الأسنان، وعيادة تطور نمو الطفل، وتخطيط الأعصاب والعضلات، والمعالجة الفيزيائية، والمعالجة المهنية، والمعالجة النطقية والصوتية، والتأهيل النفسي والاجتماعي، وتجبير الكسور، بالإضافة للمركز الوطني لتأهيل البتور. وهذا ما يميزنا الشمولية والتكامل في كافة مراكزنا المتخصصة. ما هي خططكم المستقبلية في ظل تنامي الطلب على العلاج في الخدمات الطبية الملكية؟ جاري العمل الآن على إنشاء العديد من المستشفيات والمراكز المتخصصة ومنها: مجمع الملكة علياء للسرطان، والذي سيشمل التشخيص للأورام بمراحلها المختلفة والعلاج بمختلف البروتوكولات المعمول بها بشمولية، للوصول إلى الشفاء التام، إضافة إلى الرعاية التلطيفية. المركز الوطني العسكري للعلاجات السنية واللثية (خلدا) مجموعة مراكز تخصصية بحرم مدينة الحسين الطبية: (مجمع الأمير حسين للمراكز التخصصية:) مركز لعلاج الأمراض الجلدية والعناية بالبشرة. مركز الطب النووي. مركز غسيل الكلى. مركز العيون. مركز الأنف والأذن والحنجرة. مستشفى الأميرة منى الحسين للنسائية والتوليد والذي سيتم ربطه بمستشفى الأطفال. رسالتي إلى كوادر الخدمات الطبية الملكية قد أكون مرحلة ومن يأتي بعدي سيحمل الراية، وكما تدربت ووصلت إلى منصبي الحالي كل واحد منكم مؤهل للوصول إلى هذه المرتبة وأتمنى لكم التوفيق والتقدم والازدهار، وبالنسبة للأطباء عليكم المثابرة والجهد المتواصل لتحقيق ما تصبو إليه، ورسالتي إلى الشعب أقول أن الخدمات الطبية الملكية ملجأ لكل الأردنيين ولكل من تطأ قدمه أرض المملكة الأردنية الهاشمية، فنحن جاهزون دوما لتقديم الرعاية الصحية الكاملة لكل المرضى ونرحب بهم جميعا نعمل جميع ً ا يدا بيد تحت ظل الراية الهاشمية بقيادة القائد الأعلى للقوات المسلحة الأردنية الملك عبدالله الثاني بن الحسين وولي عهده الأمين.